جاري تحميل ... جندية للمعلومات

أخبار عاجلة

إعلان في أعلي التدوينة

القسم الإسلامي

شهادة الزور | شهادة الزور من الكبائر

شهادة الزور

 

شهادة الزور من الكبائر

تعريف الزور


الأصل في الزور، تحسين الشئ، ووصفه بخلاف صفته، حتى يخيل إلى من يسمعه أو يراه أنه خلاف ما هو به. والشرك قد يدخل في ذلك؛ لأنه محسن لأهله حتى قد ظنوا أنه حق وهو باطل. ويدخل فيه الغناء؛ لأنه أيضا مما يحسنه ترجيع الصوت حتى يستحل سامعه سماعه. والكذب أيضا: قد يدخل فيه لتحسين صاحبه إياه حتى يظن صاحبه أنه حق. فكل ذلك مما يدخل في معنى الزور؛ فإن كان ذلك كذلك فأولى الأقوال بالصواب أن يقال إن الزور كل باطل سواء كان ذلك شركا، أو غناء، أو كذبا، أو غيره، وكل ما لزمه اسم الزور؛لأن الله عم في وصفه عباد الرحمن أنهم لا يشهدون الزور فلا ينبغي أن يخص من ذلك شيئا إلا بحجة.


الترهيب من الوقوع في شهادة الزور


قال الله تعالى: "يا أيها الذين ءامنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم أو الوالدين والأقربين إن يكن غنيا أو فقيرا فالله أولى بهما فلا تتبعوا الهوى أن تعدلوا وإن تلووا أو تعرضوا فإن الله كان بما تعملون خبيرا".

وقال الله تعالى: "يا أيها الذين ءامنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ولا يجر منكم شنئان قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون".

وقال الله سبحانه وتعالى: "والذين هم بشهاداتهم قائمون والذين هم على صلاتهم يحافظون أولئك في جنات مكرمون".

وقال الله سبحانه وتعالى: "والذين لا يشهدون الزور وإذا مروا باللغو مروا كراما".

وقال سبحانه وتعالى: "ولا تكتموا الشهادة ومن يكتمها فإنه ءاثم قلبه والله بما تعملون عليم".

وقال الله تعالى: "ومن أظلم ممن كتم شهادة عنده من الله وما الله بغافل عما تعملون".

وقال الله سبحانه وتعالى: "وأقيموا الشهادة لله ذالكم يوعظ به من كان يؤمن بالله واليوم الآخر ومن يتق الله يجعل له مخرجا".

وقال الله سبحانه وتعالى: "ذلك ومن يعظم حرمات الله فهو خير له عند ربه وأحلت لكم الأنعام إلا ما يتلى عليكم فاجتنبوا الرجس من الأوثان واجتنبوا قول الزور".

وقال الله تعالى: "ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا".

وقال الله سبحانه وتعالى: "قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغى بغير الحق وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون".

قال الإمام عبد الرحمن بن الجوزي – رحمه الله تعالى -: (قوله تعالى: "وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون" عام في تحريم القول في الدين من غير يقين).

وعن أبي بكرة قال: قال النبي محمد صلى الله عليه وسلم: "ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟" ثلاثا قالوا: بلى يا رسول الله، قال: "الإشراك بالله، وعقوق الوالدين" وجلس وكان متكئا فقال: "ألا وقول الزور" فما زال يكررها حتى قلنا ليته سكت.

وعن خزيم بن فاتك الأسدى قال: صلى النبي محمد صلى الله عليه وسلم الصبح فلما انصرف قام قائما فقال: "عدلت شهادة الزور بالإشراك بالله عز وجل ثم تلى هذه الآية: "فاجتنبوا الرجس من الأوثان واجتنبوا قول الزور حنفاء لله غير مشركين".

وعن أنس قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الكبائر قال: "الإشراك بالله، وعقوق الوالدين، وقتل النفس، وشهادة الزور".

وقد ترجم البخاري رحمه الله في صحيحه فقال: "باب ما قيل في شهادة الزور" لقول الله عز وجل: "والذين لا يشهدون الزور"، وكتمان الشهادة لقوله تعالى: "ولا تكتموا الشهادة ومن يكتمها فإنه ءاثم قلبه والله بما تعملون عليم".

وقد ترجم البخاري "رحمه الله" في صحيحه بابا قال فيه: "باب لا يشهد على شهادة جور إذا أشهد".

عن النعمان بن بشير "رضي الله عنهما" قال: سألت أمي أبي بعض الموهبة لي من ماله، ثم بدا له فوهبها لي فقالت: لا أرضى حتى تشهد النبي محمد صلى الله عليه وسلم، فأخذ بيدي وأنا غلام فأتى بي النبي محمد صلى الله عليه وسلم فقال: إن أمه بنت رواحة سألتني بعض الموهبة لهذا، قال: "ألك ولد سواه" قال: نعم، قال: فأراه قال: "لا تشهدني على جور" وفي رواية: "لا أشهد على جور".

وعن عمران بن حصين "رضي الله عنهما" قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "خيركم قرنى، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم" قال عمران: "لا أدرى أذكر النبي صلى الله عليه وسلم بعد قرنين أو ثلاثة".

قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إن بعدكم قوما يخونون ولا يؤتمنون ويشهدون ولا يستشهدون، وينذرون ولا يوفون، ويظهر فيهم السمن".

وعن عبيدة عن عبد الله "رضي الله عنه" عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "خير الناس قرنى، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، ثم يجئ أقوام تسبق شهادة أحدهم يمينه، ويمينه شهادته".

قال إبراهيم: وكانوا يضربوننا على الشهادة والعهد.

وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: جاء أعرابي إلى النبي محمد صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله ما الكبائر؟ قال: "الإشراك بالله" قال: ثم ماذا؟ قال: "ثم عقوق الوالدين" قال: ثم ماذا؟ قال: "اليمين الغموس" قلت: وما اليمين الغموس؟ قال: "الذي يقتطع مال امرئ مسلم هو فيها كاذب".

واليمين الغموس سميت بذلك؛ لأنها تغمس صاحبها في الإثم ثم في النار ولا كفارة فيها؛ لأنها يمين غير منعقدة، ولأن المنعقد ما يمكن حله ولا إلى في اليمين الغموس البر أصلا.

وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من لم يدع قول الزور والعمل به، والجهل، فليس لله حاجة أن يدع طعامه وشرابه".

فنجد أن الله تبارك وتعالى حرم شهادة الزور لكونها سببا لإبطال الحق، وحرم كتمانها لكونه سببا أيضا لإبطال الحق.



ما يترتب على شهادة الزور من الجرائم


شهادة الزور عظيمة الخطر والضرر؛ لأنه يترتب عليها جرائم كثيرة ما يأتي:

·        تضليل الحاكم عن الحق والتسبب في الحكم بالباطل؛ لأن الحكم ينبني على أمور منها: البينة على المدعى واليمين على من أنكر فإذا كانت البينة كاذبة أثرت على الحكم فكان بخلاف الحق والإثم على الشاهد ولذلك قال الرسول صلى الله عليه وسلم: "إنما أنا بشر وإنكم تختصمون إلى ولعل أحدكم ألحن بحجته من الآخر فأقض له نحو ما أسمع".

·        الظلم لمن شهد له؛ لأنه ساق إليه ما ليس بحق بسبب شهادة الزور فوجبت له النار لقوله صلى الله عليه وسلم: "إنكم تختصمون إلى ولعل بعضكم ألحن بحجته من بعض، فمن قضيت له بحق أخيه شيئا بقوله فإنما أقطع له قطعة من النار فلا يأخذها".

·        الظلم لمن شهد عليه، حيث أخذ منه ماله أو حقه بالشهادة الكاذبة، فيتعرض الشاهد بذلك لدعوة المشهود عليه بغير الحق ظلما، ودعوة المظلوم مستجابة لا ترد وليس بينها وبين الله حجاب كما قال صلى الله عليه وسلم: "ثلاثة لا ترد دعوتهم .. وذكر منهم دعوة المظلوم يرفعها الله فوق الغمام وتفتح لها أبواب السماء ويقول الرب: وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين". وقال صلى الله عليه وسلم: "من اقتطع حق امرئ مسلم بيمينه فقد أوجب الله له النار وحرم عليه الجنة" فقال له رجل وإن كان شيئا ييرا يا رسول الله قال: "وإن قضيبا من أراك".

·        تخليص المجرمين من عقوبة الجريمة بالشهادة الباطلة، وذلك يسبب للناس الرغبة في ارتكاب الجرائم اتكالا على وجود شهادة الزور.

·        يترتب على شهادة الزور انتهاك المحرمات وإزهاق النفوس المعصومة، وأكل الأموال بالباطل، والحاكم والمحكوم له وعليه بالباطل خصماء لشاهد الزور عند أحكم الحاكمين يوم القيامة.

·        يحصل بشهادة الزور تزكية المشهود له وهو ليس أهلا لذلك، ويحصل بها جرح المشهود عليه بالباطل، والتزكية شهادة للمزكي فإذا كان حال المزكي وواقعه بخلاف مضمون التزكية فإن المزكي شاهد بالزور حيث شهد بخلاف الخق أو بما لا يعلم حقيقته. فكذلك شاهد الزور هو مزك للظالم، ومجرح للمظلموم.

·        يترتب على شهادة الزور القول في دين الله بغير حق وبغير علم، فإن ذلك من أعظم الفتن ومن أخطر أسباب الصد عن سبيل الله، ومن أفحش عوامل الضلال للناس، وهو من الجرأة على الله ومن أوضح الأدلة على جهل قائله خاصة إذا تبين له الحق فلم يرجع إليه، أو على نفاقه وإلحاده قال الله تعالى: "ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون". فما أكثر شهادة الزور اليوم ومثلهم الذين يحرمون ما أحل الله لهم من طعام أو غيره. وأخطر من ذلك قوم يكتمون الحق مع علمهم به ويظهرون الباطل ويدعون إليه الناس ويزينونه لهم، نسأل الله العافية في الدنيا والآخرة.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلان أسفل المقال

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *