جاري تحميل ... جندية للمعلومات

أخبار عاجلة

إعلان في أعلي التدوينة

منوعات

جريمة القرين

إهتزت منطقة القرين بدولة الكويت على إثر وقوع جريمة قتل بشعة قام بها وحش آدمي أمام نظر طفلين صغيرين حيث راح ضحيتها رب أسرة في عقده الثلاثين متأثرا بعدة طعنات على مستوى الصدر و طعنة في العنق و إغتصاب لخادمة بالعنف و طعنها على مستوى الكتف و رغم تعرف الشهود على المتهم و القبض عليه للتحقيق معه  إلا  التحقيقات دارت في حلقة مفرغة لضعف الأدلة و للإفتقار إليها و حكم على المتهم بالبراءة لعدم وجود دليل  لإدانته و سجلت القضية ضد مجهول الى يومنا هذا.

جريمة القرين 

كان الضحية المسمى قيد حياته هاني البالغ من العمر الخامسة و الثلاتين، يعيش مع أسرته الصغيرة المكونة من زوجته سعاد البالغة الإثني و الثلاتين من العمر و طفلين صغيرين عبد اللطيف و ألطاف و أعمارهم على التوالي ثلات سنوات و سنتين في منزل مترام في منطقة القرين بالكويت رفقة خادمتهما روباني التي أصبحت أيضا فردا من هذه العائلة نظرا لسنوات خدمتها الطويلة.

صبيحة اليوم المشؤوم، إستيقظ الطفل عبد اللطيف على غير عادته باكرا و تناول وجبة الفطور التي أعدتها الخادمة رفقة أبيه هاني و لما حان وقت ذهابه للعمل في تمام الساعة السابعة تشبت به و كأنه يطلب منه قضاء آخر وقت له معه. و بعد ساعة خرجت الزوجة سعاد الى التسوق رفقة أختها و تركت الطفلين مع الخادمة روباني لتعتني بهما فهما متعلقان بها و متعودان عليها و يحبانها.

كانا الطفلين يلعبان و يمرحان بجانب الخادمة و هي تقوم بأعمالها المنزلية حتى سمعت رنين جهاز الأنتركم و لما ردت عليه سمعت صوت رجل غريب يطلب منها أن تفتح له الباب لإصلاح الحمامات و أنه مرسل من طرف الصحية، إعتذرت الخادمة منه و أخبرته أنها لا تستقبل أحدا في غياب مشغليها، فألح و أصر عليها أن تقابله عند باب المسكن فلبت رغبته، و عندها رأت رجلا يرتدي بنطالا و قميصا و وجهه فيه علامات فارقة و شفته متدلية قليلا و عيناه واسعتان و أسنان فكه العلوي بارزة إلى الأمام، أعاد طلبه بدخول للمنزل و القيام بالإصلاحات إلا أنها إعتذرت منه و طلبت منه العودة مع الحادية عشرة فوقتها يكون مشغلها هاني في البيت، أغلقت الباب وعادت إلى صالة الملحق الذي يفتح عليه باب المطبخ و كانا الطفلين لا يفارقانها و فجأة صعقت بالشخص الغريب أمامها يرتدي قفازين سوداوين. فأسرع نحوها و أمسكها من رقبتها فحاولت مقاومته إلا أنها فشلت لضعف بنيتها أمامه و سقطت أرضا فجثم فوقها و حاول إغتصابها فبدأت تدفعه و تصرخ، أخرج الجاني من جيبه مطواة فضغط عليها فبرز نصلها. حينها دخل هاني للبيت و أسرع و أمسك الجاني من الخلف لكنه إرتطم بالجدار الذي خلفه و إنفلت من بين يديه و أشهر سلاحه في وجه، بدأ هاني بتوسل إليه و يطلب منه عدم أذيته هو و طفليه و الخادمة و أنه سيعطيه ما يريد، فطلب الجاني من الضحية محفظته و صار يتفحصها ثم نظر الى هاني نظرة خانقة وطعنه في عنقه بقوة حتى سقط أرضا وأتم جريمته بطعنه عدة مرات في صدره حتى فارق الحياة أمام نظر طفليه.

إتجه الجاني صوب روباني وطعنها في كتفها ليضعف مقاومتها و سحبها من شعرها إلى غرفة في الطابق الأعلى و أحكم إغلاقها، كانت المسكينة تصرخ بأعلى صوتها و لكن لا أحد سينقذها فهاني ميت و طفلين خائفين محتضنان بعضهما يبكيان.

إنتهى الجاني من فعلته وخرج من المنزل و إختفى تاركا خلفه روباني مغما عليها.

جاءت خادمة الجيران لتقرع جرس المنزل لكن دون جدوى فليس هنالك من مجيب فإستغربت لأنها تدرك تماما أن روباني لا تغادر المنزل تحت أي ظرف كان فصارت تدق بأقصى قوتها، فسمعت بكاء الطفلين خلف الباب فطلبت منهم فتح الباب لها، دخلت المنزل رفقة الطفلين فإهتزت و صارت ترتجف و ركضت مسرعة لتخبر مشغلها الذي بدوره ذهب و رأى الواقعة و إتصل بالشرطة.

جاءت الشرطة لتعاين مكان الجريمة و بدأت تتفحص الأماكن القريبة من المنزل فوجدت القفازين السوداوين مرميان في القمامة على مقربة عشرون مترا من منزل ضحية.

زار الضابط روباني في المشفى بعد أن أكد له طبيب الطب الشرعي أنها تعرضت للإغتصاب ثم حقق معها فأخبرته بكل القصة و أكدت له أنها ستتعرف على الجاني إن رأته فوصفته بطويل القامة و أسمر البشرة.

إستجوب الضابط أهل الحي فأكدوا رؤيتهم لشخص غريب طويل القامة و أسمر البشرة و كان يتصرف و كأنه ينتظر أحدا ما.

عرض الضابط على الخادمة الشتبه فيهم فصارت تصرخ ووجهها ضارب للحمرة و عيناها واسعتان و تمسك بالجاني و تردد إنه هو إنه هو...

المشتبه فيه هو لطفي مطر سوري الجنسية يعمل في مشروع القرين على مقربة من منزل الضحية، و تبين للضابط أن المسافة الفاصلة بين منزل الضحية و مكان عمل الجاني خمس دقائق فقط و إرتكاب الجريمة كان وقته قصيرا حيث يمكن للجاني التغيب عن عمله دون أن يلحظ أحد ذالك.

بدأت التحقيقات مع المشتبه فيه و طرحت عليه مجموعة من الأسئلة إلا أنه كان ينفي كل المنسوب إليه و يصر على أنه لم يغادر مكان العمل مطلقا و كان قائما على حفر أحد خطوط تحت إشراف زميل له تركي الجنسية يدعى علي بيير.

إستجوب الضابط زملاء لطفي فالعمل فطابقة شهادتهم  أقواله وشهدوا له بحسن السيرة.

حان الوقت لتقدم سعاد شهادتها فأخبرت الضابط  بخروجها صباحا لتسوق و مهاتفتها لمنزلها مع الحادية عشر إلا ربع لتطمئن على طفليها حيث دهشت بوجود الشرطة في منزلها و أن زوجها قتل على يد مجهول.

صارت تحكي عن الحالة النفسية المضطربة لزوجها و طباعه الصعبة و مشاحناته مع زملائه في العمل بدون سبب و أضافت أنها كانت تحبه و تتأقلم مع الوضع و تتعايش معه، و أن خروجه من العمل في ذالك الوقت بين العاشرة و الحادية عشر كان مسموحا له به، فهو يتعالج لدى طبيب نفسي.

كما أضافة أمرا غاية في الأهمية و هو رؤيتها لشخص غريب بمقربة من منزلها كان يبدوا عليه و كأنه يبحث عن عنوان ما.

قدم لها الضابط المشتبه فيه لتتعرف عليه فأقرت أنه يشبه ذالك الرجل في الهيئة و الطول أما بالنسبة لملامح الوجه فهي لم تمعن فيه النظر حيث إعتبرته شخصا عاديا يمر بالحي.

و تم القبض على لطفي مطر و تمت إحالته إلى المحاكمة.

حكمت محكمة الدرجة الأولى يوم الخامس و العشرين من مايو لسنة أربع و تسعون و تسع مئة و ألف على المتهم بالسجن مدى الحياة بالإعتماد على شهادة روباني، فطالب المتهم بالإستئناف الحكم حيث حكمت المحكمة في جلسة الثامن عشر من يناير لعام خمسة و تسعون و تسع مئة و ألف ببراءة المتهم من المنسوب إليه نظرا لإنعدام الأدلة الملموسة و تناقض أقوال روباني حول صفات الجاني، كما أضافت المحكمة أنه لم يتم العثور على أداة الجريمة و أي أثار للدماء في منزل لطفي مطر.

مضيفة مجموعة من التساؤولات:

لماذا لم تهرب روباني من المنزل أثناء قيام الجاني بقتل الضحية؟

ما هي دوافع القتل؟

لماذا لم يقتل الجاني روباني و الطفلين مع أنهما رأياه؟

ظلت الخادمة متشبتة بأنه الجرم قائلة أن الطفل عبد اللطيف شطب على صورته في الجريدة رغم وجود وجوه عديدة في الصفحة.

لكن القاضي إعتبره دليلا غير كافيا و اكتفى بقول أن المحكمة تأخذ بالأدلة فقط و ليس بشبهات و الأقوال دون إعتراف المتهم فهو بريء.

وتم تسجيل القضية ضد مجهول.









الوسوم:

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلان أسفل المقال

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *