جاري تحميل ... جندية للمعلومات

أخبار عاجلة

إعلان في أعلي التدوينة

الصحة

أسباب إصابة الشخص بالإكتئاب و الطرق التي يسلكها المصاب بالإكتئاب




 المكتئب: المصاب بالإكتئاب



يقول يوسف ميخائيل أسعد، في إحدى مؤلفاته بعنوان  { شخصيتك بين يديك }: 《 إن الإكتئاب النفسي حالة وجدانية مزاجية تتسم بعدم الإرتياح، بل و بالضيق و التبرم من الحياة، مع إرتباط تلك المشاعر الوجدانية بالرغبة في الإنعزال عن الناس و أحيانا بالقلق العام و الإحساس بضرورة الهروب من المكان بغير هدف يرجو الشخص المكتئب بلوغه》.
كما يعرف جيمس دريفر بأن الإكتئاب حالة إنفعالية تعتبر في بعض الأحيان حالة مرضية، و هي تشمل على الشعور بالنقص في القدرة على التواؤم، و باليأس و هبوط عام في النشاط النفس.

أسباب إصابة الشخص بالإكتئاب 

و الواقع أن للإكتئاب مجموعة من الأسباب التي يمكن تلخيصلها فيما يلي:
1_ أسباب فسيولوجية، فالإصابة ببعض الأمراض يمكن أن يؤدي إلى إصابة المرء بالإكتئاب، ومن ذالك مثلا إصابة المخ بالأورام أو إصابة الشخص بإحدى العاهات أو الوقوع تحت طائلة أحد الأمراض المزمنة.
2_ الفشل المفاجئ في أحد المواقف، و من ذالك مثال عن رسوب طالب في الإمتحان أو فشل الشاب أو الشابة في الحب أو الزواج، أو وقوع خسارة مفاجئة لأحد التجار.
3_ الإحساس بالنبذ و بأن الشخصية غير مطلوبة و قطع الوشائج منها، فثمة كثير من المحالين على المعاش من الموظفين يصابون بالإكتئاب بعد أن يلاحظوا أن الزملاء و المرؤوسين يتجاهلونهم بعد إحالتهم على المعاش، و أنهم بعد خروجهم من الخدمة صاروا خاليي الوفاض من كل ما سبق لهم إقامته من علاقات إجتماعية. لقد صاروا في عزلة نفسية تامة، ونفس الشيء قد يقع للأب و الأم بعد أن يكبر الأبناء و البنات و يتزوجوا و يبتعدوا عن نطاق الأسرة و ينشغلون بهموم أسرتهم الجديدة.
4_ نضوب معين للمرء فيما يتعلق بالأهداف التي يراد تحقيقها في الحياة. فعندما تتوقف الأهداف و عندما يعجز الشخص على تحديد أهدافه في الحياة فإنه يصاب بالإكتئاب.
 5_ الضيق و العوز و الحاجة إلى الآخرين بعد العزة و الرخاء، فلا شك أن إحساس المرء بالضيق المالي، و بأنه لا يستطيع الوفاء بمطالبه الأساسية، و بأنه أصبح بحاجة إلى الآخرين ليستجديهم أو ليستدين منهم، و يقوده كل ذالك إلى لجة الإكتئاب.
6_ الإحساس بوطأة المشكلات الحضارية سواء كانت مشكلات بيئية أو كانت مشكلات عالمية إنسانية تتعلق بمستقبل البشرية كلها، و مثل هذا الإحساس يقع للمفكرين و الفلاسفة و أصحاب الرأي و المشاركين في مسيرة الحضارة، ففي بعض المواقف يجد الواحد من هؤلاء أن الطريق نحو الحرية أو نحو التقدم أو نحو الرخاء العام أو نحو النجاة من الحروب أو العنصرية و الطبقية، فيصاب بالإكتئاب.

الطرق التي يسلكها المصاب بالإكتئاب

المصاب بالإكتئاب يتخذ لنفسه واحدا من الطرق الآتية يسلكه و يقفوه:
أولا_ الإنتحار: فالمصاب بالإكتئاب قد يجد نفسه مدفوعا دفعا إلى القضاء على حياته، فيقتل نفسه بيديه. وفي بعض الحالات يكون الإنتحار أدبيا كأن يأتي الأديب المصاب بالإكتئاب على إنتاجه الأدبي الذي لا يجد له ناشرا فيحرقه أو يمزقه، وقد لا يكتفي المكتئب بقتل نفسه منتحرا، بل قد يقتل أفراد أسرته أيضا و كأنه بذالك يزيل إسمه و متعلقاته البشرية من الوجود.
ثانيا_ الإصابة بالجنون: فبعد أن يكون الإكتئاب مجرد مشكلة نفسية يمكن أن تحل بوسائل بسيطة أو بمساعدة موجه نفسي، فإنه قد يستفحل بحيث يفضي بالمصاب به إلى الجنون. 
و قد يتخذ الجنون شكلا من الشكلين أساسين: إما الهوس و إما الفصام.
في الحالة الأولى الهوس قد يحدث قلب شكلي للإكتئاب، و ذالك بأن يبدو المصاب مرحا للغاية، أو قد يتقلب بين المرح الشديد و بين الغم القاتل. 
أما في الحالة الثانية الفصام فإن المصاب يرتمي في حالة من التخشب و الإنفصال عن الواقع من حوله. فهو ينفصل عن الواقع تماما أو يراه من عمق نفسه في صور. كما قد يتخيل نفسه صور و أشكال عجيبة، كأن يعتقد أنه إبريق شاي مثلا.
ثالثا_ إسقاط الإحساس بالإكتئاب على شخص بالذات فيغمره بالإضطهاد أو بالتعذيب أو بالإيداء الأدبي أو الأخلاقي، فالمكتئب يجد أنه بهذه الوسيلة يخفف من شبح الإكتئاب، إنه يبتكر بذالك طريقة للإنفلات من قضبة الإنقباض و ذالك بأن يسقط ما في نفسه على غيره و كأنه بذالك ينقل الهم النفسي إلى سواه من أفراد أو شخصيات بالذات.
رابعا_ التعبير الأدبي أو الفني، المكتئب قد يجد طوق النجاة يحتمي به فيما يقوم بكتابته أو رسمه أو نحته. إنه يقذف ما في دخيلته إلى الخارج بما ينتجه من أشياء، سواء كانت إنتاجا مكتوبا أو إنتاجا مرسوما أو إنتاجا منحوتا. و لقد تكون هذه الوسيلة ناجعة في بعض الحالات من حالة الإكتئاب. ولكنها في بعض الأحيان الأخرى لا تجدي نعفا أو لا تحمل الشفاء التام للشخص المصاب بالإكتئاب.


الوسوم:

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلان أسفل المقال

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *